بلير يقر بأن حرب العراق "كارثة"

ليس جديدا أن توصف حرب العراق بالـ"كارثة" في الصحافة البريطانية، أكان ذلك نقلا عن سياسيين وناشطين أو رأي محللين وصحافيين.
أما اليوم، فقد نقلت الصحف البريطانية عن رئيس الوزراء توني بلير موافقته على هذا الوصف.
وجاء ذلك خلال مقابلة أجرتها قناة الجزيرة باللغة الانكليزية التي انطلقت قبل ايام، وأجرى المقابلة الصحافي المعروف السير دايفد فروست.
صحيفة دايلي تلغراف عنونت: "بلير يعترف على تلفزيون عربي بأن اجتياح العراق كارثة."
ودققت الصحيفة في سياق ما جاء على لسان بلير، قائلة إن فروست قال له إن الحرب "حتى الآن هي كارثة".
فأجاب بلير، حسب الصحيفة، بالقول: "بالفعل، لكن ما أقوله هو لماذا هذه الصعوبة في العراق؟ ليست بسبب خطأ ما بالتخطيط. الصعوبة سببها استراتيجية متعمدة. من جهة القاعدة والمسلحين السنة ومن جهة أخرى الميليشيات الشيعية والعناصر المدعومة من إيران."
وفي تعليقه على المقابلة كتب محلل الصحيفة نيل تويدي أن فروست تمكن ببراعة الخبير من أن يستغل لحظة لم يكن بلير فيها "محترسا" ليسأله ما إذا كان يوافق على توصيف الحرب بالكارثة.
وقال تويدي إنه مع أن بلير تابع ملقيا باللوم على القاعدة وإيران "إلى آخره" غير أن "أحدا لم يكن يستمع إلى هذا الجزء".
وأضاف تويدي: "أخيرا، بعد كل التوقعات المضللة حول النجاح المحتم، اعترف بلير بما كان معظم العالم يشك فيه منذ زمن."
نفي الهولوكوست والقضية الفلسطينية
صحيفة الاندبندنت ألقت الضوء على مهمة اتخذها مواطن من عرب اسرائيل على عاتقه، ألا وهي أهمية عدم نفي المحرقة اليهودية.
وكتب مراسل الصحيفة دونالد ماكينتاير من القدس أن المحامي خالد محاميد ينوي السفر إلى إيران، حيث تلقى دعوى لحضور مؤتمر "مراجعة الهولوكوست: رؤية عالمية" الشهر القادم.
وذكر الكاتب أن المحامي تلقى الدعوة بعد أن بعث بمقالات كان قد كتبها إلى عدد من معارفه الإيرانيين حول معاناة اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، رغبة منه بتصحيح ما نقل عن أحمدينجاد.
وقال محاميد إن تحديه لتشكيك أحمدينجاد بالمحرقة يتلخص بالموقف التالي: "لا تنكر أو حتى تناقش حقيقة المحرقة...أنت لا تساعد الشعب الفلسطيني بل تؤذي قضيته."
وقد اسس محاميد متحفا صغيرا في الطابق الأول من بيته يحتوي على صور لضحايا الهولوكوست، كما أرسل نسخة من كتابه "الفلسطينيون ودولة (حالة) الهولوكوست" للرئيس الإيراني قبل اربعة أشهر.
وقد وضع نصا على جدار منزله يقول: "الفلسطينيون هم الشعب الوحيد في العالم الذي دفع أرضه ثمنا لخطايا وأفعال النازيين، وذلك من أجل منح ملجأ لليهود."
الجزيرة الانكليزية
صحيفة فاينانشال تايمز خصصت مقال رأي لانطلاق قناة الجزيرة باللغة الانكليزية.
بداية مر المقال مرورا سريعا على الجزيرة العربية معتبرا أنه ثمة حقيقة للانتقادات التي وجهت إليها بأن بعض مراسليها يميلون إلى التعاطف مع الإسلاميين.
لكن الصحيفة أضافت أنه فيما يختص بالجدال حول بث الصور العنيفة للاصابات والجثث وما شابه في الحروب، فإن سياسة الجزيرة قد تكون أفضل من سياسة المحطات التي تظهر الحروب كأنها "لعبة فيديو" نظيفة من أي دماء.
كما اعتبرت أن الكثير من الانتقادات التي وجهت إلى الجزيرة في هذا السياق تنبع من "الغيرة" بسبب سباقات القناة الإعلامية.
واعتبرت الصحيفة أنه "لا بد أن تكون القناة قد قامت بشيء سليم إذ أن العديد من الحكام العرب الطغاة منعوها من البث" في بلادهم.
كما أشارت الصحيفة إلى أن القناة كانت لفترة طويلة هي الوحيدة في العالم العربي التي تجري مقابلات مع مسؤولين اسرائيليين.
أما عن القناة الجديدة، فتعتبر الصحيفة أن حكام قطر سيتمكنون من خلالها أن يصلوا إلى ما هو أبعد من الإقليمي، في حين أن العالمين العربي والإسلامي سيحصلان على تغطية أقل "غرباوية" للأخبار.
مقال الصحيفة يبدأ باعتبار أن "ثمة صوت جديد في البث الدولي، ومن المرجح أن يكون صوتا مميزا ونافذا"، واختتمت: "الصراع المقبل في المنطقة هو الذي سيحدد كيفية تعاطي الجزيرة الانكليزية مع إرث الجزيرة العربية، ونظرا لمجرى الأمور، فمن المرجح أن يكون ذلك قريبا."